مقالات

هل انتصرت غزة ؟؟؟؟؟

في الحروب اللامتماثلة ، هناك طرف قوي جدا وطرف ضعيف ، يسعى الطرف القوي حسب أهدافه المعلنة لفرض اجنده السياسية .ويسعى الطرف الضعيف في الميدان ، إن لا يحقق القوي اي او كل أهدافه السياسية .هكذا يعرف النصر في مثل هذا الحروب .في حروب عبثية في ليبيا واليمن والعراق وسوريا فقدنا أكثر من مليون ضحية ، وهذا ليس من تقليل من شهدائنا في غزة ، لكنهم استشهدوا في اعدل قضية وبوصلتها واضحة لا غبار عليها عند كل حر في هذا العالم .صحيح هناك خسائر جسيمة من شهداء وجرحى وتدمير وتشريد ، لكن ما حققه هذا النضال يفوق كل تصور ، فعادت القضية لفلسطينية لتتربع على عرش تلقضايا عالميا ، بعد أن كان الاعتقاد انها أنهيت ، فصار التفكير بالتطبيع وصفقة القرن وبقية المشاريع .هذه قضية نضال ضد مشروع غربي استعماري احلالي، ليست فضية سهلة ، والنقاش فيها يحتاج لتضحيات ، والنصر لا يأتي فيها بالضربة القاضية ، الا بقرار عربي، غير متوفر . لذلك في هذه الاثناء لا بد من النضال وتقديم التضحيات لتبقى القضية حية في عقول أبنائها وأبناء الأمة العربية والإسلامية. أحق من يمكن أن يقيم ما يجري في غزة هم أهلها، الذين لم يخرج منهم إلا أصوات قليلة جدا تحتج على الأوضاع، والأغلبية كما نرى ونسمع صابرة محتسبة، بل تشعر انها متقدمة على المقاومة في مطالبها .وهذا يأتي بسبب الحصار والمعاناة وعدم وضوح المستقبل .يعني من عاش حياتهم قبل الحرب ومقدار المعاناة وعدم وجود حرية وشعور بالحبس والحصار هو اقدر على تقييم التجربة ، فمن دعمهم للمقاومة نرى انهم ملوا تلك العيشة بلا شعور بالكرامة واستلاب للحرية.الناس لم يكن ينقصها الاكل والشرب قبل الحرب لكنهم كانوا متعطشين للعزة والكرامة والحرية ، وكانوا مستعدين لدفع الثمن ، وهم أحق الناس بهكذا قرار ، أما الاقلية ذات الصوت العالي فلا تمثل حقيقة ما يجري. يحصل في الحروب ظهور طبقة من المستفيدين وتجار الدم ، وهذه ظاهرة في كل حروب العالم ، لكن من طرق محاربتها ، عدم اعتبار وجودها مقياس للحكم على ما يجري. غزة منتصرة بما قدمت للعالم كله من وعي ، واستنهاض للوعي بان العالم مستعمر في وعيه ومفروض عليه افكار ودعم لقوى ظلامية بعيدا عن ما ينادون به من عدالة اجتماعية وحرية وديمقراطية . إضافة لما تحققه على مستوى الوعي بقضيتها .فلننظر إلى الخسائر في الطرف الآخر، لنرى صورة النصر بوضوح، أكبر خسائرهم هو اهتزاز اسس هذا الكيان ونظرية الأمن والوطن الأمن الذي يوفر المن والسلوى، سقوط نظرية الحرب الخاطفة خارج حدودهم حيث لم يكونوا يشعروا بوجود حرب،.خسروا حرب الرواية التي قامت عليها فكرة مشروعهم ، خسروا الأمان في العيش في محيط غزة او في شمال فلسطين ، بل حتى غي جوار الضفة الغربية ويشكون من سماع أصوات حفر .هؤلاء ثبت انهم لا يشعرون بان الأرض أرضهم والا مما مارسوا خذا التوحش دفاعا عن مشروعهم الذي شعرنا انه يتهاوى .

كل هذا قد لا تكون له نتائج آنية ملموسة ، لكنه بالتأكيد بداية سقوط هذا المشروع .

إنه جهاد نصر او استشهاد .

مدحت ابو الرب

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى