مقالات

٢٠٢٤ سنة الانقلابات الكبرى والتغيرات الفرط استراتيجيةغزة تصنع المستحيل وتجعل تحرير فلسطين امر راهن.

العالم يتغير وروسيا تهزم الانجلو ساكسون.الصين تحقق غايتها بلا حرب.العرب في حقبة اعادة التشكل والهيكلة.مثلث القوة؛ سورية- السعودية – ايران واليمن قوة اقليمية بازغة.

ميخائيل عوض.

بيروت؛ ٣١/١٢/٢٠٢٣.

لم تأتي عملية طوفان الاقصى برمية من غير رام. ولا كانت صدفة عفوية بلا مقدمات وتحضير وتجهيز ولا تمت عفوا  بلا قرار وتخطيط واهداف.قد يكون خطط لها لتكون عملية تكتيكية الا ان اشتداد نضج الظروف والمعطيات والتراكمات الكمية في جولات الصراع العربي الاسرائيلي، ومدى ما بلغته اسرائيل من حالة يباس وعقم وتسوس. جعلت منها حدثا عجائبيا استثنائيا. فاستدرجت حرب تاريخية نوعية غير مسبوقة في مقدماتها وتوازناتها ونتائجها التي سيجري ترصيدها في ٢٠٢٤ وغالب الظن ومعطيات الواقع المعاش؛ انها ستكون سنة تحرير فلسطين من البحر الى النهر. وهذا سيطلق مفاعيل عصر جديد للعرب والاقليم والعالم. والعصر هو عدة قرون.هكذا ستكون ٢٠٢٤ سنة تأسيسية لنظام عربي واقليمي جديد مختلف نوعيا عما كان لمئة سنة ونيف. فكل منظومة النظم والكيانات والاقليميات التي نتجت عن الحرب العالمية الاولى وعاشت قرن ستنقلب رأسا على عقب وتنتفي قدرات الماضي على الاستمرار لتضرب في العرب والاقليم حقبة اعادة الهيكلة نظم وجغرافية. وبما ان النظم والجغرافية التي صممت بموجب منتجات الحرب العالمية الاولى فقدت وظائفها وامكانات استمرارها وقوى حمايتها وسقطت مخططات وجهود تقسيم المقسم واو الفوضى المستدامة. فالمنطقي ان اعادة الهيكلة ستعني تكبير الجغرافية واعادة صياغة النظم السياسية والاجتماعي ومنطق الحياة ودروسها تجزم بان من ينتصر في الحرب يكتب التاريخ ويقود في  المستقبل. والمنتصر هو محور المقاومة وامته  فيتأسس زمن ريادته وسيادته وقيادته للعرب والاقليم.اما مستقبل النظم والكيانات التي صنعت لتتخادم مع اسرائيل ولتامين مصالح الغرب فستضربها الزلازل والعواصف وتطيح بها تسهيلا وتيسيرا لإعادة هيكلة العرب ونظامهم وهم دوما مؤسسون في اعادة هيكلة الاقليم ونظمه وقواه والاقليم حاسم في اعادة تشكيل التوازنات والقوى العالمية.وبما ان العالم في حقبة المخاض لولادة العالم الجديد فالمنطقي ان ال٢٠٢٤ ستكون مؤسسة بأحداثها وتستعجل ولادة الجديد وتاليا دفن العالم الانجلو ساكسوني الذي شاخ وتوحش وانتفت اسباب وجوده واستمراره وتنهار قدراته وقيمه.٢٠٢٤ وهي تشهد حرب تحرير فلسطين من البحر الى النهر، وحرب تصفية السيطرة الانكلوساكسونية على البحار الاربع الحاكمة في التجارة العالمية وفي تصعيد وانهيار الامبراطوريات ستكون ايضا سنة الهروب الامريكي والاطلسي من العرب وغالبا من الاقليم برمته وهذه ستسرع تداعي العالم القديم.وال٢٠٢٤ ستشهد تحقيق اهداف العملية الخاصة الروسية في اوكرانيا بالتمام والكمال وتلك ستفتح شهية الكريملين لاستعادة السيطرة على اوروبا الشرقية  والسعي لإخضاع اوروبا الغربية بدءا من المانيا وفرنسا وصولا للاشتباك مع بريطانيا التي قادت الحرب الاطلسية في اوكرانيا لإسقاط وتفكيك روسيا وهزمت، وستكون يد روسيا هي العليا في القطب الشمالي مسرح الصراعات المقبلة.في بحر الصين وشرق اسيا، ستصير يد الصين وكوريا الشمالية العليا وستبدأ عملية انحسار حدي للسيطرة والوجود الامريكي في بحر الصين ما سيسرع تمرد اليابان وكوريا الجنوبية واندونيسيا على الاملاءات الامريكية وربما على النموذج المصري والسعودي الذي تمرد وكسر السيطرة والإملاءات الامريكية.اوروبا ونخبتها الحاكمة المنتدبة من الادارة الامريكية ونموذجها الليبرالي المتوحش، ستعصف بها ازمات سياسية واجتماعية واقتصادية  وستصب الهزيمة في الشرق العربي وفي اوكرانيا النار على الزيت وتشهد اضطرابات واسعة تجبر الحكومات اما على التمرد على الإملاءات الامريكية او تغيرات حدية في النخب الحاكمة عبر صناديق الاقتراع والا فانهيار الاتحاد الاوربي واضطراب الوحدات الوطنية وتصاعد التناقضات والدخول في زمن الفوضى والعودة الى العصور الوسطى والتخلف.في الولايات المتحدة سيكون الحدث الابرز والعاصفة التي ستضرب لإحداث تغير جوهري في امريكا والانتخابات الرئاسية ستكون مفصلية ليس في امريكا ومستقبلها بل ابعد بكثير بتأثيراتها ستعصف في عالم امريكا الساكسوني  وحيث مازال لأمريكا وزن وحضور عالمي.الانتخابات والظروف والتحولات التي ستجري في زمنها تضع امريكا امام سيناريوهات عديدة منها؛-        ان تنجح دولتها العميقة فتعيد هيكلتها وعصرنة النموذج والنظام والتحول من الليبرالية المتوحشة والعدوانية والتسلط فتتعقلن وتقرر نظم وضبط التراجع والانحسار لتبقى قطبية بين اقطاب في العالم الجديد، وبرغم ان هذا سيناريو محتمل الا ان حظوظه ليست طابشة ولا كبيرة.-        ان تترافق ازمتها السياسية العاصفة في انتخاباتها الرئاسية المفصلية مع انهيار اقتصادي ومالي طالما حذر منه الخبراء وتزداد مؤشراته وعوامله وعناصره وكلها تنذر بقرب العاصفة والتي ستجاوز ازمة ال٢٩ وتفيض بمرات عن ازمة ٢٠٠٨ وتاليا تطلق عفاريت الازمات والتشققات الافقية والعامودية الملتهبة في البنية المجتمعية لأمريكا وتضرب في عصب وحدتها ودولتها الاتحادية وتؤدي الى صراعات مدمرة ومسلحة تفضي الى احد ثلاث مسارات؛ اما اعادة صياغة امريكا على قاعدة امريكا السمراء وامريكا البيضاء الانجلو ساكسونية. او تنهي الدولة الاتحادية لصالح تفكك الاتحاد الى ولايات وجمهوريات عديدة.ويبقى الاحتمال الذي اقترحه نازاروف ؛ انتاج بريطانيا الكبرى من تجميع شتات الانجلو ساكسون في كيان اتحادي عابر للجغرافية.ويبقى احتمال ان تجري الانتخابات بتازمات حادة وتنجح دولتها العميقة باحتواء التوترات وتقبل بهيمنة العجائز البيض وممثلهم الترامبية التي حددت اهدافها؛ بأمريكا اولا وبالتخلي عن مشروعات العولمة والهيمنة والانحسار وسحب القوات والقواعد والاكتفاء لعقود بمهمة اعادة صياغة امريكا وتجديد عقدها وبنيتها لتحتفظ بمكانة الدولة القطبية في العالم الجديد الجارية ولادته.-        افريقيا وامريكا اللاتينية القارتان الواعدتان ستستثمران بالتحولات وتنهضان وتعيد تشكيل نفسها  وقد لا تضطر للحروب والفوضى فقد اشبعت منها على يد المستعمرين وتوحشهم الجشع.الاسئلة ستزداد وتكبر عن مستقبل؛- الاردن ومصر وتركيا والامارات التي تطوعت وطبعت. – وكذا عن مستقبل وادوار مثلث القوة الحاكمة؛ ايران وسورية والسعودية.- والاهم ماذا عن عصرنة وتطوير مشروع عربي يتفاعل مع مشروع اقليمي للتفاعل وبناء اقليمية حاكمة عالميا. – وعن اليمن ودوره في اعادة صياغة التوازنات والادوار في الجزيرة العربية والبحار بصفته قوة اقليمية بازغة فاين تصب روافدها.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى